ابتكر فريق من العلماء في جامعة ولاية بنسلفانيا تقنية جديدة لإرسال أصوات عن بُعد إلى شخص معين، دون أن يسمعها أي شخص آخر في أثناء ذلك، ومن دون الحاجة لاستخدام سماعات رأس.
في التجربة، أطلق الباحثون شعاعين مستقلين من الموجات فوق الصوتية غير المسموعة، بحيث يحيط كل شعاع برأس المتلقي من جانب واحد. وعندما يتقاطع الشعاعان أمام وجه المتلقي، يتفاعلان معًا، مما يؤدي إلى إصدار صوت يسمعه المتلقي فقط. وقد أطلق العلماء على هذه الظاهرة اسم “الأشعة الهامسة”.
استخدامات مختلفة
يمكن لتقنية “الأشعة الهامسة” إرسال رسائل صوتية شخصية في الأماكن العامة مثل المتاحف والمكتبات والمعارض دون الحاجة إلى استخدام سماعات رأس.
كما يمكن لسائقي السيارات تلقي تعليمات الملاحة بينما يستمتع الركاب بالموسيقى دون أي تشتيت. علاوة على ذلك، يمكن أن تحسن هذه الفقاعات الصوتية الشخصية أيضًا الاتصالات العسكرية السرية، وتُعزز تجربة الواقع الافتراضي، بل وتسهم في إنشاء مناطق صامتة في البيئات الصاخبة إذا تم اختيار إلغاء الأصوات غير المرغوب فيها بشكل انتقائي.
قيود كبيرة
بينما تُعدّ هذه التجربة واعدة، تواجه بعض القيود الكبيرة. أولاً، يبدو صوت المرسل وكأنه صوت راديو قديم رديء الضبط.
ولتحقيق جودة صوت أفضل، يجب تطوير أجهزة إرسال موجات فوق صوتية أكثر تقدمًا، إذ إن الأجهزة المستخدمة في التجربة الحالية رخيصة للغاية وتم شراؤها فقط لإثبات إمكانية تطبيق هذا المفهوم. ومع استخدام أجهزة متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ستكون النتائج أكثر وضوحًا. كما أن المسافة تُعدّ عاملاً مهمًا آخر؛ ففي التجربة كانت المسافة لا تتجاوز المتر، لكن العلماء أكدوا قدرتهم على إنشاء فقاعة صوتية حول شخص يقف على بُعد عدة أمتار.
لكن للوصول إلى مسافة 100 متر، يجب استخدام أجهزة إرسال فوق صوتية قوية جدًا. وفي السياق نفسه، تتطلب مكبرات الصوت فوق الصوتية مستويات طاقة عالية لتوليد ضغط صوتي مرتفع للغاية، مما يثير تساؤلات حول الآثار المحتملة على الجهاز السمعي البشري نتيجة التعرض لمستويات غير آمنة من الموجات فوق الصوتية.
وأكد العلماء أنه من الناحية التكنولوجية، لا تزال تقنية “الأشعة الهامسة” تحتاج إلى الكثير من التطوير قبل تطبيقها عمليًا على نطاق واسع، رغم أن ذلك ليس مستحيلًا.
