وكالات ـ التأمل
بعد غياب دام 8 سنوات عن الساحة الفنية، يعود الفنان السوري ياسر العظمة إلى الدراما التلفزيونية بمسلسل “السنونو” لموسم رمضان 2021، في رهان جديد بعيد عن سلسلته الشهيرة “مرايا” التي لازمت شهور رمضان وحققت شهرة منقطعة النظير، منذ أن بدأت أولى حلقاتها عام 1984 وكان آخرها في 2013.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به نشر العظمة الإعلان الترويجي لمسلسل “السنونو” الذي كتب حلقاته وأخرجه المصري خيري بشارة، بمشاركة واسعة من الممثلين السوريين والعرب، أبرزهم عابد فهد وبشار إسماعيل ومرح جبر وديمة الجندي، إضافة إلى الممثلة اللبنانية تقلا شمعون.
ومن المنتظر أن يلاقي المسلسل نسبة متابعة واسعة، لما يمتلكه العظمة من شعبية كبيرة لدى المشاهد السوري والعربي حصل عليها في مسيرته الفنية الطويلة.
عوني الناكش
يجسد الفنان السوري العظمة شخصية قبطان سفينة “السنونو” عوني الناكش، إذ يقود هذا القبطان السفينة في رحلة طويلة تجوب البحار ضمن “رحلة للتعارف، والتقارب، وغسل الهموم، والبحث عن قليل من السعادة، والراحة”، كما يقول العظمة في البرومو الترويجي للمسلسل.
تنتقل السفينة في محطات عدة بين الدول العربية، لتكون لكل محطة أحداث مختلفة لا تخلو من الكوميديا والطرافة، فضلا عن أحداث يشارك فيها ركاب السفينة ضمن الحبكة الدرامية للمسلسل.
اللافت أن شخصية عوني الناكش كان قد جسدها أحد أبطال لوحة درامية قدمها العظمة في سلسلة مرايا 97 حملت اسم “الرجل الذي يعرف كل شيء”، إذ يستعد هذا الرجل لرحلة بحرية من سوريا إلى اليونان لكن السفينة يصيبها عطل طارئ يجبره على الجلوس ليوم في الفندق مع أحد المسافرين.
وفي الفندق تدور أحداث لافتة مع رفيق غرفته ومسافرين آخرين، حيث يبهرهم بسعة معلوماته وفراسته في اكتشاف تفاصيل في الفندق ونزلائه، فهو العارف بالفن والأدب والتاريخ، والخبير حتى في صناعة اللؤلؤ وقادر على تمييز أنواعه.
وإن كان العظمة اعتمد على اسم عوني الناكش في مسلسه الجديد، فهل يمكن أن يستخدم تفاصيل وأحداث هذه الشخصية أيضًا؟ وهل ستكون استكمالًا لتلك القصة؟
مقارنة وظاهرة
ويبدو أن العظمة سوف يبتعد عن نمط تقديم دراما سورية صرفة دأب عليها في مراياه، إذ يمكن إدراج عمل السنونو ضمن الدراما العربية المشتركة، التي باتت ظاهرة فنية حاضرة في الأعمال الدرامية في سباق المسلسلات الرمضانية على القنوات العربية.
وسوف يخرج العظمة من عباءة مرايا ويكسر هذا النمط المحبب لملايين المشاهدين العرب، مما يحتم على المتابعين والنقاد إجراء علمية مقارنة بين القديم والجديد.
لكنّ ممثلين سوريين رافقوا العظمة في سلسلة مرايا يتابعون معه اليوم العمل في السنونو، وأبرزهم عابد فهد ومرح جبر.
تاريخ فني
يحتل الفنان ياسر العظمة -المولود في دمشق عام 1942- مكانة مرموقة في الدراما والمسرح السوري، وارتبط اسمه بسلسلة الدراما الشهيرة “مرايا” التي لازمت شهور رمضان وحققت شهرة منقطعة النظير، منذ أن بدأت أولى حلقاتها عام 1984 وكان آخرها في 2013.
بدأ العظمة مسيرته الفنية من المسرح عام 1963، حيث شارك في مسرحية “شيخ المنافقين” المأخوذة من مسرحية للشاعر والممثل الإنجليزي بن جونسون.
ولمع العظمة في مسرحيتي “غربة” و”ضيعة تشرين” في سبعينيات القرن الماضي، بالمشاركة مع الفنانين دريد لحام ونهاد قلعي وعمر حجو، وألفهما الكاتب الشهير محمد الماغوط. وكان آخر ظهور درامي على الشاشة الصغيرة للعظمة في مرايا 2013.