تتجه الأنظار يوم الخميس المقبل إلى مجمع إبراء الرياضي بمحافظة شمال الشرقية في المواجهة المرتقبة لنهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم للموسم الرياضي 2024 / 2025 م بين ناديي السيب والشباب في قمة جماهيرية تعد بالكثير من الإثارة حيث يسعى الفريقان لحصد اللقب الأغلى في المباراة النهائية التي تقام تحت رعاية معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي أمين عام مجلس الوزراء في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت سلطنة عُمان.
ويدخل الفريقان المواجهة بشعار الفوز وتحقيق اللقب التاريخي حيث يسعى السيب حامل اللقب في نسختي 2019 و2022 إلى مواصلة تقديم عروضه القوية خلال البطولة بعد أن تخطى منافسيه بثبات معتمدًا على خبرة لاعبيه مثل: محمد المسلمي وأحمد الخميسي وعلي البوسعيدي وأمجد الحارثي وجميل اليحمدي وأرشد العلوي وعبد الرحمن المشيفري وزاهر الأغبري وعمر المالكي ليصل إلى النهائي باحثًا عن لقبه الخامس وكان لقبه الأخير في البطولة في الموسم الرياضي 2021 / 2022 م بعد الفوز على الرستاق بثنائية نظيفة.
في المقابل يأمل الشباب بعد تقديمه أداء متميزًا في مشواره للنهائي بعد إقصائه للنهضة وصيف النسخة الماضية والنصر في دور الأربعة في تحقيق لقبه الأول والتاريخي في المسابقة ويعول الفريق على مجموعة من لاعبيه الشباب أمثال حاتم الروشدي وخالد البريكي ومحمد الغافري ويوسف المالكي وياسين الشيادي وعاهد الهديفي ومحترفيه البرازيليان اميرسون وجولسون.
وقال سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية : ” محافظة شمال الشرقية تكرس خلال هذه الأيام جهودها لإنهاء كافة الاستعدادات النهائية لإقامة المباراة النهائية لكأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم للموسم الرياضي 2024 / 2025م، والمحافظة وضعت كافة التجهيزات لإنجاح هذا الحدث، وبإذن الله نعمل مع الشركاء على استغلال الميزة النوعية لاستضافة مميزة من خلال إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة تليق بأهمية المباراة النهائية مؤكدًا على الأهمية التي تحظى بها البطولة من خلال المتابعة المستمرة من كافة أطياف الوسط الرياضي في سلطنة عُمان، وتوجه وزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى إقامة المباراة النهائية في المحافظات أعطى البطولة بُعدًا آخر وأهمية أكبر .
وأضاف سعادته: المباراة النهائية تحظى باهتمام ومتابعة مباشرة من كافة القطاعات في المحافظة، من خلال إشراكها في تنظيم الفعاليات المصاحبة، بالإضافة إلى استغلال الكوادر البشرية الشابة في الأندية الرياضية بالمحافظة للمساهمة في إنجاح نهائي البطولة، ومن المتوقع أن تشهد المباراة حضورًا لافتًا من أبناء سلطنة عُمان لتميز الموقع الجغرافي لمحافظة شمال الشرقية الذي يتوسط المحافظات الأخرى، وكذلك للقاعدة الجماهيرية للفريقين المتأهلين للمباراة النهائية.
وبين سعادته أن التحضيرات تتواصل من مختلف اللجان المشكلة، ومتابعة الاستعدادات مع الجهات المعنية وبعد المؤتمر الصحفي والكشف عن تفاصيل الاستضافة، بدأت الفعاليات المصاحبة وأبرزها جولة الكأس في ولايات المحافظة بالإضافة إلى افتتاح قرية المشجعين، والتحضير للفعاليات الأخرى التي ستقام خلال هذه الأيام ويوم المباراة النهائية”.
ووضح سعادته أن أهمية استضافة محافظة شمال الشرقية بشكل عام وولاية إبراء بشكل خاص لهذا الحدث الوطني المهم تتمثل في اعتباره إضافة نوعية وقيمة مضافة لجميع الرياضيين من أبناء المحافظة ويعزز الجوانب الاقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسيضيف قيمة لكافة القطاعات لا سيما قطاع الفنادق والشقق الفندقية والاستراحات، وتنشيط الحركة التجارية في ولايات المحافظة، والاستفادة من القطاعات الخدمية في توفير خدمات للزوار خلال إقامة المباراة”.
وبين سعادته أن المحافظة تحظى خلال هذه الفترة بالعديد من الفعاليات الترفيهية والسياحية من خلال إقامة المهرجانات العائلية والفعاليات والأنشطة المصاحبة للموسم الشتوي في مختلف ولايات المحافظة، حيث تبرز الفعاليات المرتبطة بسباقات الخيل والهجن ومسابقات الرماية، والفعاليات الترفيهية في فعاليات “رحالة” بولاية القابل، هذا إلى جانب وجود الأماكن الأثرية والسياحية التي ستسهم في خلق أجواء استثنائية لزوار المحافظة والجماهير الرياضية قبل وأثناء وبعد إقامة المباراة النهائية، كل هذا حتم علينا إيجاد فعاليات مصاحبة للحدث إلى جانب جولة الكأس إقامة فعاليات “قرية المشجعين” التي يأتي تنظيمها بالتعاون مع عدد من الجهات مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، وغيرها من المؤسسات، حيث تضم القرية عددًا كبيرًا من الأركان وفعاليات الأطفال والألعاب الإلكترونية والتفاعلية والألعاب الرياضية وركن للكأس الغالية وأركان المأكولات الشعبية وأعمال الأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة”.
من جانبه قال أحمد بن عبدالله العويسي رئيس مجلس إدارة نادي الشباب في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: ” منذ بداية الموسم كان تركيزنا على مسابقة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم التي تعد البطولة الأهم وكان من ضمن أهدافنا الوصول إلى أبعد نقطة في مشوار هذه البطولة وهو بالطبع هدف لكل الأندية أن تتنافس على هذا الكأس الغالي، والحمدلله تحقق الهدف المنشود بصعودنا للمباراة النهائية لأول مرة في تاريخ النادي بجهود وتظافر الجميع سواء من اللاعبين أو الجهازين الفني والإداري ونأمل أن تتكلل هذه الجهود بالتتويج باللقب ونحن عاقدون العزم على تحقيق هذا الإنجاز والذي سيسجل للاعبين ولنادي الشباب”.
وأضاف: ” إن المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة والرياضة والشباب من خلال استضافة المحافظات للنهائي هي مبادرة لاقت الإشادة والاستحسان من الجميع وإن استضافة شمال الشرقية للنهائي يسهم في إثراء المحافظة سياحيًا من خلال تنشيط حركة السياحة الداخلية وهي من المحافظات التي يوجد بها إرث تاريخي وسياحي مضيفًا أن هناك العديد من المبادرات الجماهيرية بالتنسيق مع مجلس الجماهير التابع للنادي لنقل الجماهير لكي تكون حاضرة في مجمع إبراء”.
وقال يوسف بن عبد الله الوهيبي نائب رئيس مجلس إدارة نادي السيب في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: البطولة لها أهمية ومكانة لما تحمله من رمزية وطنية ورياضية كبيرة ونحن في نادي السيب في كل موسم نسعى للمنافسة على كل البطولات التي نشارك فيها وصعودنا للمباراة النهائية لكأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم هو دليل على المستوى الفني للفريق والفوز بالبطولة له أهمية كبيرة بالنسبة لنا وثقتنا كبيرة بالجهاز الفني واللاعبين والبطولة.
وأضاف: جماهيرنا هي الرقم واحد ودائما تقف خلف النادي وكان هناك حضور جماهيري في مبارتي نصف النهائي أمام نادي صحم وبلا شك ستكون الجماهير حاضرة في المباراة النهائية موضحًا أن التوجه الحكومي بإقامة مباريات نهائي الكأس في مختلف محافظات سلطنة عُمان هي خطوة نحو إثراء هذه المحافظات. ومحافظة شمال الشرقية تواصل استعداداتها لاستضافة النهائي ونأمل أن يكون نهائيًّا مميزًا من كل الجوانب.
وفي قراءة تحليلية للمباراة النهائية، قال وليد بن زاهر العبري صحفي رياضي: “مواجهة السيب والشباب في نهائي الكأس مواجهة مرتقبة والكفة متساوية بين الجانبين بين فريق يسعى للتتويج الخامس في تاريخه وآخر يسجل وصوله للمرة الأولى في تاريخه لبطولة تعد الأهم في الموسم وهي تحمل الاسم الأغلى في سلطنة عُمان”.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية : “نادي الشباب بقيادة المدرب الوطني حسن رستم يُحسب له أنه أقصى فريقين من دوري عمانتل بالدور ربع ونصف نهائي البطولة كما أنه أزاح نادي عُمان من دور الـ 16 وهو أكثر الأندية اجتهادًا بالدوري، بينما السيب تحت القيادة الفنية للصربي نيكولا دوروفيتش تغلب على عبري بكل سهولة قبل أن يواجه صعوبة بالغة أمام نادي صحم الذي قدم مستوى عاليًا في المباراة، كل هذه النتائج تؤكد أن مباريات الكؤوس والنهائيات لا تخضع لأي معايير ولا يوجد كبير يقوى على صغير وأن الجزئيات الصغيرة قد يكون لها دور في حسم المباراة”.
وبين أن نادي السيب بعد خسارته لنهائي كأس السوبر يُدرك أن مواجهة الخميس لن تكون سهلة بالرغم من امتلاكه العمود الأساسي الذي يمثل المنتخب الوطني ووصول الموسم للثلث الأخير منه، ونادي الشباب ألحق بنادي السيب هزيمة مفاجئة بداية هذا الشهر في الدوري وهي نتيجة لن تكون بمعزل عن مباراة الخميس، حيث منحت تلك النتيجة نادي الشباب الثقة الكبيرة والجرعة المهمة وهي قد تكون سببًا مهمًّا في تألقه أمام نادي النصر وعبوره في المربع الذهبي .
وأشار إلى أن التوقعات صعبة والتكهنات لا قيمة لها في هذا النوع من المباريات، فلم يكن يتوقع الكثيرون أن يكسب نادي ظفار نهائي النسخة الماضية أمام النهضة والذي كان يمتلك حينها كل مقومات التتويج باللقب قبل أن يستميت نادي ظفار في الدفاع عن إرثه ويحقق اللقب، لهذا المواجهة في مجمع إبراء الرياضي ستكون مفتوحة الاحتمالات والفريق الأقل ارتكابًا للأخطاء سيحقق اللقب الأعلى هذا الموسم.
ويحتضن النهائي مجمع إبراء الرياضي الذي يتوسط ولايات محافظة شمال الشرقية، ويتميز بقربه من المؤسسات الحكومية، ما يسهم في سهولة الوصول إليه واستضافة الفعاليات والأنشطة الرياضية والشبابية المحلية والدولية ويعد أحدث المجمعات الرياضية في سلطنة عُمان، وسيعلن في الـ 20 من فبراير الجاري الافتتاح الرسمي للمجمع ومرافقه المختلفة حيث تم إنشاؤه على مساحة تقدّر بحوالي 262 ألف متر مربع، ويتسع الاستاد الرياضي لحوالي 15 ألف متفرج.
وصمم كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم الحالية عام 2013، واستخدم في صنعه الذهب والفضة مع نسبة خمسة ميكرون من طلاء الذهب عيار 21 قيراطًا ووزنها 16 كيلو جراًما وارتفاعها 60 سنتيمترًا، ووضع الشعار السلطاني في أعلى الكأس ووضع شعار الاتحاد العماني لكرة القدم في القاعدة السفلى المصنوعة من حجر المالاكايت الإيطالي، وتم حفر اسم المسابقة باللغتين العربية والإنجليزية والتصميم في مجمله مستوحى من ألوان علم سلطنة عُمان الأحمر والأخضر فيما يوحي اللون الذهبي إلى الانتصار.