في إطار زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية، قام معالي السيد بدر البوسعيدي وزير الخارجية العماني، وسمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي بجولة في مدينة العُلا، إحدى أبرز الوجهات التاريخية والثقافية والسياحية في المملكة العربية السعودية.
شملت الجولة زيارة عدد من المواقع الأثرية والتراثية التي تعكس العمق الحضاري للمنطقة، حيث اطلع معاليه على المعالم والمشاريع التنموية التي تبرز جهود المملكة في الحفاظ على التراث والطبيعة وتعزيز السياحة الثقافية.
وأعرب معاليه عن إعجابه بما شاهده من تطور وتنمية مستدامة في العُلا، مشيدًا بجهود المملكة في هذا الإرث المتعاقب عبر الحقب الحضارية للمنطقة.
تأتي هذه الجولة ضمن جدول زيارة معاليه للمملكة، حيث يترأس الوفد العُماني المشارك في الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق العُماني السعودي، الذي عُقد اليوم في مدينة العُلا.
وتعتبر مدينة العلا من أقدم المدن على وجه الأرض التي تنعم بآثار طبيعية وتراث عريق، حيث يعود تاريخها إلى 200 ألف عام قبل الميلاد.
تقع المدينة الأثرية شمال المملكة العربية السعودية، حيث أنها تتبع منطقة المدينة المنورة إداريًا، ويُعد موقع مدينة العلا من أهم العوامل التي أثرت على طبيعتها
حيث تقع العلا بين جبلين يَحُدّاها من جهتي الشرق والغرب، كما يُمكن الوصول إلى بلدة العلا التراثية عبر عدة طرق رئيسية، ألا وهم: طريق المدينه العلا مرورًا بخيبر وتبوك وطريق العلا المدينة المنورة مرورًا بشجوى.
وفي نفس السياق..
عقد مجلسُ التنسيق العُماني السعودي اليوم اجتماعه الثاني بمحافظة العُلا في المملكة العربية السعودية برئاسة مشتركة بين معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، وصاحب السُّموّ الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية.
وأكّد معالي السّيد وزير الخارجية في كلمته خلال الاجتماع على أنّ مجلس التنسيق العُماني السعودي يمثّل منصة استراتيجية تُجسّد إرادة القيادتين الحكيمتين لتعزيز التعاون الثنائي، مشيرًا إلى التقدّم الملحوظ الذي شهدته العلاقات بين البلدين منذ انعقاد الدورة الأولى للمجلس في مسقط.
وأشار معاليه إلى أنّ المجلس أسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي وزيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة، والثقافة، والسياحة، والتنسيق السياسي إزاء القضايا الإقليمية والدولية.
وبيّن معاليه أنّ تعزيز التعاون بين البلدين لا يقتصر على خدمة مصالحهما المشتركة، بل يمتد ليُسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي، خاصة في ظل التحدّيات الراهنة التي تستدعي تكثيف التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي.
من جانبه، أشاد صاحب السُّمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بالجهود المبذولة لتعزيز العلاقات السعودية العُمانية، والتي تحظى برعاية واهتمام قيادتي البلدين، مؤكدًا على دورها في ترسيخ التعاون وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بما يحقق تطلعات الشعبين.
وأشار سموه إلى أنّ الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي العُماني يأتي امتدادًا للاجتماع الأول الذي عُقد في سلطنة عُمان في 13 نوفمبر 2023، حيث أُطلقت النسخة الأولى من 55 مبادرة للجان المنبثقة عن المجلس.
وأشاد سموه بالجهود المبذولة في متابعة تنفيذ هذه المبادرات وما أثمرت عنه اجتماعات اللجان من نتائج إيجابية تُسهم في تعزيز التعاون والتكامل بين البلدين، مع التأكيد على أهمية استمرار تطوير عمل المجلس ولجانه لتحقيق المزيد من الإنجازات.
وفي ختام الاجتماع، أكّد رئيسا المجلس على أهمية دعم وتطوير عمل المجلس ولجانه، وتكثيف التنسيق الدائم بين الجانبين لتعزيز دوره كمظلة مؤسسية للتعاون الثنائي. معبرين عن شكرهما للجهود المبذولة من اللجان والأمانة العامة في تسهيل عمل المجلس.
وشارك في الاجتماع رؤساء وأعضاء اللجان المنبثقة عن المجلس، إلى جانب الأمانة العامة للمجلس بحضور عدد من كبار المسؤولين في مختلف القطاعات من الجانبين.
ويأتي الاجتماع تأكيدًا على الروابط التاريخية الوثيقة بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وتنفيذًا للتوجيهات السّامية لقيادتي البلدين.