لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل اندلاع الحرب بين حركة المقاومة “حماس”، وإسرائيل إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي، “وين صرنا؟” الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للتونسية درة زروق.
يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأم وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
ويعتمد الفيلم في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من قوات الاحتلال الإسرائيلية حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات ثم رفح.
وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.
يظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميراً الهاتف المحمول وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.