من المثير للاهتمام أن القرص الرئيس في نظام التشغيل ويندوز دائمًا ما يُطلق عليه اسم “C” وهذا الأمر لم يكن صدفة، بل هو نتاج للتاريخ المبكر لتطور الحواسيب الشخصية وكيفية تسمية محركات الأقراص فيها.
القرص المرن والمحركات الأولية
وفي العقود الماضية، كانت الأقراص المرنة (Floppy Disks) تُستخدم كوسائل التخزين الأساسية في الحواسيب. وكان أول محرك أقراص مرن يُسمى بالحرف “A”، وإذا احتوى الجهاز على محركين، كان المحرك الثاني يُسمى “B”.
وعندما ظهرت الأقراص الصلبة (HDD) كوسيلة تخزين أكثر حداثة وثباتًا، لم يكن هناك داعٍ لإعادة ترقيم أو تسمية الأحرف السابقة. وبدلًا من ذلك، تم تخصيص الحرف “C” لمحركات الأقراص الصلبة، مما جعل هذه التسمية استمرارية طبيعية لتسلسل التسمية الأبجدي.
تلاشي الأقراص المرنة
مع تطور التقنية وظهور الأقراص الصلبة كوسيلة تخزين أساسية، أصبحت محركات الأقراص المرنة أقل شيوعًا حتى تلاشت تمامًا من الأجهزة الحديثة. ورغم ذلك، احتفظت أنظمة ويندوز بتسمية محركات الأقراص الصلبة بحرف “C”، باعتباره جزءًا من إرث البرمجيات التي تستند إلى نسخ أقدم من نظام التشغيل.
النظام الأبجدي للتسمية
تستمر أجهزة الكمبيوتر الحديثة باتباع النظام الأبجدي عند تسمية محركات الأقراص، حيث إن محركات الأقراص الصلبة أو وحدات التخزين الداخلية تبدأ بحرف “C”، ومحركات الأقراص الخارجية أو الأقراص المضغوطة CD/DVD تأخذ الحرف التالي في الترتيب الأبجدي، مثل “D” أو “E”.
كما أن أي أجهزة تخزين إضافية، مثل ذاكرة USB، تحصل على تسميات متتابعة “F”، “G”، وهكذا.
علاقة تسمية “C” بلغة البرمجة
على الرغم من تشابه الاسم مع لغة البرمجة “C”، لا يوجد أي علاقة بينهما. لغة البرمجة “C” لعبت دورًا كبيرًا في تطوير العديد من أنظمة التشغيل مثل Unix، لكنها ليست السبب وراء اختيار الحرف “C” لتسمية محركات الأقراص.
وإطلاق اسم “C” على محرك الأقراص الرئيس ليس مجرد اختيار عشوائي، بل يعكس تطور استخدام الحواسيب وتسلسل التسمية الأبجدية لمحركات التخزين التي بدأت مع الأقراص المرنة. هذه التسمية تُعد جزءًا من تاريخ طويل لأنظمة التشغيل ومايكروسوفت تحديدًا.