من بينها طقطقة الأصابع والقشرة.. 6 مفاهيم خاطئة نعتقدها صحيحة

حول الخبر: تُقبل هذه الادعاءات على نطاق واسع دون تدقيق يُذكر، مما يحولها إلى شعارات يتبناها الكثيرون.
طقطقة الأصابع، تعبيرية
طقطقة الأصابع، تعبيرية

نشر في: السبت,6 أبريل , 2024 11:36ص

آخر تحديث: السبت,6 أبريل , 2024 11:36ص

في عصر تتقاطع فيه الأساطير مع الحقائق حول أجسامنا، يظل الجمهور عرضة لتصديق مزاعم لم يتم التحقق منها والتي تتناقلها الأجيال عبر العقود، إن لم يكن القرون. العديد من هذه الادعاءات، التي تمتزج بالشائعات والخرافات والتقاليد، بالإضافة إلى الافتراضات الخاطئة والحملات الإعلانية، تفتقر إلى الأساس العلمي الرصين.

تُقبل هذه الادعاءات على نطاق واسع دون تدقيق يُذكر، مما يحولها إلى شعارات يتبناها الكثيرون ببساطة لأنها تبدو صحيحة في ظاهرها. هذا التقرير يكشف النقاب عن قائمة تضم 6 من المفاهيم المغلوطة الشائعة التي ما زالت تجد صدى لدى الكثيرين حتى في زماننا الحالي.

الفلورايد في مياه الشرب.. بين المخاوف الصحية والأدلة العلمية

في العقود الأولى من استخدامه، أثار الفلوريد في مياه الشرب جدلاً واسعاً، محاطاً بنظريات المؤامرة والمخاوف الصحية. من “مؤامرة شيوعية” إلى “حيلة حكومية للسيطرة على العقول”، تنوعت الاتهامات في الأربعينيات والخمسينيات، ما ألقى بظلال من الشك حول هذه الممارسة.

على مر الزمان، تطور الجدل ليأخذ شكلاً قانونياً، حيث لجأ المعارضون للفلورة إلى الدعاوى القضائية لمحاولة حظرها. هذا الصراع القانوني بيّن الحاجة الملحة لأدلة علمية موثقة، لا سيما عندما أجلت محاكمة انتظار تقرير حول “السمية العصبية للفلوريد”.

على الرغم من الإشارة إلى علاقة محتملة بين الفلورايد وانخفاض معدل الذكاء، تشير الأدلة العلمية إلى ضرورة التمييز بين العلاقة السببية والارتباط. الأبحاث، كما يؤكد خبراء في الصحة العامة، لم تثبت بشكل قاطع أن الفلورة تؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء أو أضرار صحية أخرى عند استهلاكها بالمستويات الموصى بها.

يعتبر الفلوريد، عند المستويات المعتمدة في معالجة المياه، آمناً وفعالاً في الوقاية من تسوس الأسنان. يشير ماثيو سولان، من مجلة Harvard Men’s Health Watch، إلى أن الدراسات تدحض معظم المزاعم حول مخاطر الفلورايد، مثل تسببه في أمراض القلب، الحساسية، أو تشوهات جينية. الخطر الحقيقي يكمن في الإفراط في الاستهلاك، وهو سيناريو غير مرجح للغاية.

المفاهيم الخاطئة عن أجسامنا.. الدوالي ليست حكراً على النساء

الدوالي، تلك الأوردة المنتفخة والملتوية التي غالباً ما تظهر على الساقين، لا تميز بين الرجال والنساء. على الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى أن النساء يتأثرن بهذه الحالة أكثر من الرجال، فإن الواقع يكشف أن حوالي 20 مليون أمريكي، من كلا الجنسين، يعانون من الدوالي، بحسب الجمعية الأمريكية لجراحة الأوعية الدموية.

العامل الأكثر تأثيراً في الإصابة بالدوالي هو الوراثة، وليس النوع الاجتماعي. هذا يعني أن الجينات التي نرثها من أبوينا لها دور كبير في تحديد ما إذا كنا سنصاب بهذه الحالة أم لا. لذلك، يجب التأكيد على أن الرجال ليسوا في منأى عن الإصابة بالدوالي، بل يشاركون النساء هذا الاحتمال على قدم المساواة.

كما يسود اعتقاد خاطئ آخر يتمثل في النظر إلى الجراحة كحل وحيد للدوالي. مركز بيدمونت للرعاية الصحية يوضح أن هناك العديد من الطرق الأخرى لمعالجة هذه الحالة دون اللجوء إلى التدخل الجراحي. من بين هذه الطرق ارتداء جوارب الضغط التي تساعد على تحسين الدورة الدموية، وممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل استهلاك الملح، ورفع الساقين لتخفيف الضغط عليهما، وخسارة الوزن لتقليل الضغط على الأوردة.

السموم والدهون تخرج في شكل عرق

التعرق هو آلية طبيعية تستخدمها أجسامنا لتنظيم درجة حرارتها. عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، يبدأ الجسم بإفراز العرق، الذي يتكون بشكل أساسي من الماء بنسبة تصل إلى 99%. هذه العملية تهدف بالأساس إلى تبريد الجسم وليس طرد الدهون أو السموم كما يعتقد البعض.

الادعاءات التي تروج لقدرة العرق على طرد السموم والدهون من الجسم تفتقر إلى الدعم العلمي. الكبد والكلى هما الأعضاء الرئيسية المسؤولة عن تصفية السموم من الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي فقدان للوزن يُلاحظ أثناء جلسات حمام البخار أو التمارين الرياضية، يعود ببساطة إلى فقدان الماء، وهو ما يمكن استعادته بسرعة عند شرب الماء بعد ذلك.

الدكتور بريزر، طبيب الجلدية، يؤكد هذه النقطة، موضحاً أن أي وزن يُفقد خلال النشاط البدني أو في حمام البخار هو فعلياً وزن الماء. يعتبر التعرق عملية حيوية لتبريد الجسم، لكن ليس لها تأثير مباشر على فقدان الوزن الدائم أو طرد السموم.

تساقط الرموش نذير شؤم

مايكل فان دير هام يبدأ مقالته بالتساؤل حول خرافة قديمة تقول: “إذا سقطت رموشك، فهذا يعني أن أحدهم يتحدث عنك بالسوء”. على الرغم من انتشار هذه الفكرة عبر الأجيال، إلا أنها لا تعدو كونها مفهوماً خرافياً لا أساس له من الصحة. الرموش، مثل أي شعر آخر في الجسم، تمر بدورة حياة تشمل النمو، الراحة، والتساقط.

تساقط الرموش يمكن أن يحدث لعدة أسباب منها العوامل الوراثية، التقدم في السن، الحالات الصحية المختلفة، الفرك المستمر للعيون، أو استخدام مستحضرات التجميل كالماسكارا ومزيل المكياج القوي. هذه الأسباب تكشف عن الطبيعة البيولوجية وراء سقوط الرموش، دون أي ارتباط بالخرافات أو الإشارات السلبية.

في مواجهة الخرافات، يوضح فان دير هام أن سقوط الرموش لا يشير إلى العمى المحتمل أو تحقق الأمنيات أو عدم نمو رمش جديد في مكان الساقط. على العكس، الرموش لها دورة حياة تضمن نمو رموش جديدة بعد التساقط، مؤكداً على الطبيعة العادية والصحية لهذه العملية.

سقوط الرموش يظل جزءاً طبيعياً من دورة حياتها، بعيداً عن الأساطير والخرافات التي تحيط بها. من المهم التمييز بين القصص الشعبية والحقائق العلمية لفهم أفضل للعمليات البيولوجية لأجسادنا. بالاستناد إلى العلم، يمكننا تقدير الطبيعة المعقدة والمدهشة للجسم البشري، بما في ذلك دورة حياة الرموش، دون اللجوء إلى الخرافات لتفسيرها.

طقطقة الأصابع تسبب التهاب المفاصل

حسب موقع Listverse النيوزيلندي فإن الاعتقاد الشائع بأن طقطقة الأصابع تسبب التهاب المفاصل وتزيد من حجم الأصابع هو في الواقع مجرد خرافة. رغم أن الصوت الناتج قد يكون مزعجاً للبعض، فإن العملية الفعلية تتضمن تمدد الكبسولة المحيطة بالمفصل؛ مما يخلق فراغاً يسمح للغازات بالاندفاع داخل السائل الزلالي، ما ينتج عنه صوت الطقطقة.

وفقاً لمركز جونز هوبكينز لالتهابات المفاصل، طقطقة الأصابع لا تسبب التهاب المفاصل أو تفاقم حالته. بل على العكس، قد يجد البعض أن طقطقة المفاصل توفر شعوراً بالارتياح وتحسن المرونة لبعض الوقت.

على الرغم من ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الطقطقة المستمرة للأصابع قد تؤدي إلى ضعف قوة القبضة على المدى الطويل. في المقابل، تُظهر أبحاث أخرى أن طقطقة الأصابع بشكل مزمن قد تسهم في زيادة نطاق حركة الأصابع.

فيما يتعلق بالقلق من أن طقطقة الأصابع قد تزيد حجم الأصابع، الدكتورة لارا ديفغان، جراحة التجميل، تبين أن هذا الاعتقاد لا يستند إلى أساس علمي. قد يحدث انتفاخ في اليدين مع التقدم في السن، لكنه لا يرتبط مباشرةً بعادة طقطقة الأصابع.

جفاف فروة الرأس يسبب القشرة 

جفاف فروة الرأس والقشرة قد يبدوان كحالتين مترابطتين، لكنهما يختلفان في الأسباب والأعراض. جفاف فروة الرأس يتميز بالحكة والتقشر نتيجة لعوامل مثل التهاب الجلد التماسي، الطقس البارد، وانخفاض الرطوبة، وأحياناً قد يكون مؤشراً على حالات صحية أكثر خطورة مثل الصدفية أو التقرن السعفي.

القشرة، من ناحية أخرى، ليست مجرد نتيجة للجفاف بل يمكن أن تنتج عن فروة رأس زيتية، حيث يؤدي الإنتاج المفرط للزيت إلى تراكم خلايا الجلد التي تتقشر بسرعة، مما يظهر على هيئة قشرة. الحالة ترتبط غالباً بفروة رأس تبدو حمراء وزيتية.

لكل من جفاف فروة الرأس والقشرة، توصي عيادة كليفلاند باستخدام شامبو خفيف مرطب وتقليل تواتر استخدام الشامبو. كما يوصى بتخفيف التوتر، زيادة شرب الماء، الإقلاع عن التدخين، واستخدام جهاز ترطيب لتحسين الرطوبة في البيئة المحيطة. هذه الإجراءات يمكن أن تخفف من حدة الحكة، الجفاف، والتقشر.

إذا استمرت الأعراض مثل الحكة المستمرة، الطفح الجلدي الأحمر، انتفاخ أو ارتفاع حرارة فروة الرأس، أو الشعور بالألم عند لمسها، فمن الضروري زيارة طبيب الجلدية لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.

المصدر: وكالات

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: