على أنقاض المساجد المدمرة.. هكذا يحيي أهالي غزة صلاة التراويح “صور”

حول الخبر: للشهر السادس على التوالي سلبت من الغزيين أرواحهم وممتلكاتهم ومساجدهم.
صلاة التراويح من غزة
صلاة التراويح من غزة

نشر في: الجمعة,15 مارس , 2024 5:49م

آخر تحديث: الجمعة,15 مارس , 2024 5:49م

 لا تشعر الطفلة مرح المشوخي بالبهجة التي اعتادتها سنويا مع حلول شهر رمضان المبارك، بفعل حرب إسرائيلية ضارية على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي سلبت من الغزيين أرواحهم وممتلكاتهم ومساجدهم.

هذه الطفلة من أسرة تجاور مسجد الفاروق في قلب مخيم الشابورة للاجئين، وهو أحد أقدم المساجد في مدينة رفح جنوب القطاع، ودمرته غارات جوية إسرائيلية يوم 22 فبراير الماضي، وهي المرة الثانية التي يدمر فيها الاحتلال هذا المسجد بعد تدميره كليا في حرب عام 2014.

تقول مرح للجزيرة نت: “إحنا صايمين، ولا كأننا صايمين، وما في بهجة لرمضان هذا العام (..)؛ دمروا مسجدنا وما في مكان نصلي فيه التراويح”.

يفترش مئات المصلين الأرض في الشوارع والساحات المحيطة بمسجد الفاروق لأداء صلاة التراويح-رائد موسى-رفح-الجزيرة نت

في كل عام، وقبيل حلول شهر رمضان المبارك، كانت مرح وأطفال الحارة يلهون ويمرحون في شوارعها بعد مغيب الشمس، وقد تزينت بالألوان والفوانيس، والمصابيح تنير مئذنة المسجد وقبابه، ابتهاجا بشهر الصيام.

كل هذا تفتقده مرح، وتقول: “في مثل هذه الأيام نكون سعداء برمضان، نلعب ونلهو، ونصلي التراويح بمسجد الفاروق، لكن الحرب حرمتنا من كل شيء، ودمروا المسجد، والرجال يصلون بالشارع، ونحن لا يوجد لنا مكان نصلي فيه”.

دمرت قوات الاحتلال زهاء ألف مسجد كليا وجزئيا منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر من العام الماضي-رائد موسى-رفح-الجزيرة نت

رمضان غير

ويتحامل محمود الحمايدة (أحد رواد مسجد الفاروق) على آلامه، ويصر على حضور صلاة التراويح على كرسي متحرك، ويقول هذا الشاب الذي نجا من غارة جوية إسرائيلية قبل 4 شهور: “كفى قتلا وتدميرا”.

ورغم حزنه الشديد على ما حل بالمسجد، وأجواء البرد والرياح التي تشتد ليلا، فإن محمود يتحلى بعزيمة وإصرار شديدين بالمواظبة على حضور الصلوات، خاصة صلاة التراويح في الشوارع والساحات المحيطة بالمسجد.

أطفال يلوحون بالعلم الفلسطيني فوق أنقاض مسجد الفاروق المدمر بمخيم الشابورة بمدينة رفح-رائد موسى-رفح-الجزيرة نت

وبرأي هذا الشاب فإن “رمضان هذا العام غير (مختلف) عن كل عام”، ويشير بعينيه إلى المسجد المدمر، وهو يتذكر رمضان العام الماضي، حيث كان يعج بالمصلين صغارا وكبارا، وحتى المصلى المخصص للنساء يمتلئ في رمضان عن آخره، إذ يحرص الجميع في قطاع غزة على كسب أجر الصلاة في المساجد خلال هذا الشهر المبارك.

ويقول الحمايدة إن “الاحتلال دمر المسجد وذكرياتنا، وحرمنا من بهجة اصطحاب أطفالنا إلى الصلاة، ولقاء الأهل والأحباب”.

يحيي الغزيون صغارا وكبارا صلاة التراويح في الشوارع بعد تدمير الاحتلال لمساجدهم-رائد موسى-رفح-الجزيرة نتيحيي الغزيون صغارا وكبارا صلاة التراويح في الشوارع بعد تدمير الاحتلال لمساجدهم-رائد موسى-رفح-الجزيرة نت

باقون هنا

وخلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، يواظب نحو ألف مصل من جيران مسجد الفاروق على أداء الصلوات في الشوارع والساحات المحيطة به، ويرى مسؤول لجنة إعمار المسجد خيري أبو سنجر في هذا العدد الكبير من المصلين رسالة بأن “شعبنا الفلسطيني متجذر في أرضه ومتجذر حول مساجده وقبابه، ويصر على الفرح وإحياء الشعائر الرمضانية رغم الآلام والمعاناة”.

قبيل شهر رمضان دمرت مقاتلات إسرائيلية مسجد الفاروق في مخيم الشابورة وهو أحد اقدم وأكبر مساجد مدينة رفح على الحدود المصرية مع غزة -رائد موسى -رفح-الجزيرة نت

ويقول أبو سنجر للجزيرة نت إن تدمير مسجد الفاروق يندرج في سياق الحرب التي يشنها الاحتلال على المساجد في قطاع غزة، والتي أسفرت عن تدمير زهاء ألف مسجد كليا وجزئيا.

يصر المصلون على إقامة الصلوات على أنقاض مساجدهم المدمرة في قطاع غزة-رائد موسى-رفح-الجزيرة نت

وقال إن “كل هؤلاء حرمتهم آلة القتل والتدمير الإسرائيلية من المسجد وفرحة الصلاة والقيام في شهر رمضان المبارك (..) ورغم ذلك، فإن الأعداد الكبيرة التي حرصت على الصلوات اليومية وصلاة التراويح في الشوارع والعراء رغم البرد تبعث برسالة للاحتلال الصهيوني بأننا صامدون وباقون هنا”.

Image

المصدر: وكالات

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: