باتت مدارس قطاع غزة الجهة الوحيدة التي يقصدها الفارون من آلة القتل الإسرائيلية التي لا تتوقف عن صب نيرانها على المدنيين العزل في القطاع في صورة بالغة الوحشية على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن 340 ألف فلسطيني في قطاع غزة نزحوا من منازلهم، في وقت تعاني فيه ملاجئها من الاكتظاظ، وفي ظل توفر كمية محدودة من المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب.
وذكرت الأونروا في بيان لها قبل يومين أن 218 ألفا و600 نازح يقيمون في 92 مدرسة تابعة لها في كل مناطق قطاع غزة، فيما هناك العديد من النازحين يقيمون في المدارس الحكومية ومبان أخرى، وترجح ازدياد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية على المناطق المدنية.
وأضافت أن أعداد النازحين في ملاجئ الأونروا في ازدياد بشكل يومي، مع استمرار الغارات الجوية وقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تلوح فيه أزمة المياه في هذه الملاجئ في مختلف أنحاء قطاع غزة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ونقص الكهرباء اللازمة لتشغيل المضخات ومحطات تحلية المياه، ومحدودية إمدادات المياه في السوق المحلي.
النازحون من مختلف الأعمار، وبينهم رضع وأطفال ونساء وشيب وشبان وذوو احتياجات خاصة، وتلخص سيدة فلسطينية نازحة الحالة قائلة “لا مكان يمكننا الفرار إليه، لا المعابر مفتوحة، ولا يمكن السفر حتى عبر البحر، فهو مغلق أيضا، والآلاف نزحوا داخليا إلى مدارس تستخدم كملاجئ، وهي ليست مُعدّة ولا مجهزة بالكامل لاستيعاب هذه الأعداد من النازحين”.
وتفتقد المدارس -التي قصدها النازحون- إلى أدنى مقومات الإقامة والنوم، واضطر بعضهم لإحضار فرشات نوم متواضعة من أماكن سكنهم لتخفيف المعاناة بوجود أطفال ونساء وكبار السن، كما قسموا الغرف الدراسية إلى أجزاء بحواجز جلدية لتستوعب أكبر عدد من النازحين.