تُعد الرّبع الخالي أكبر صحراء رمليّة في العالم، وتنتشر عبر مساحتها الشاسعة تضاريس متنوّعة، ومن بينها الكثبان النجميّة الفريدة التي تشكّل أقل من 10% من الكثبان الرمليّة في العالم.
وقبل أي رحلة تصوير في الصحراء، يعتمد المصور العُماني، أحمد الطوقي، على الخرائط الإلكترونيّة لاستكشاف المناطق التي يرغب بتوثيقها، إذ تظهر أشكال الرّمال فيها بشكلٍ واضح، بحسب ما ذكره.
مشاهد ساحرة
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال الطوقي: “أثناء تجوالي في هذه الخرائط (افتراضيًا)، انبهرت بمشهد الرّمال النجمية في نيابة الحشمان، ولذلك زرت المنطقة لعدد من المرّات خلال أعوام متفرّقة”.
وتُعد الحشمان إحدى النيابات التابعة لولاية ثمريت بمحافظة ظفار الواقعة أقصى جنوب سلطنة عُمان.
ونتجت عن زياراته مشاهد عجيبة لهذا النوع من الكثبان الرملية.
وتتشكّل هذه الكثبان الرملية في مناطق هبوب الرياح من اتجاهات متعددة، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عبر الإنترنت.
وأشارت الوكالة إلى أن الكثبان النجمية تشكّل حوالي 8.5% فقط من الكثبان الرملية في العالم.
وإلى جانب الربع الخالي، يمكن العثور على هذا النوع من الكثبان الرملية أيضًا في صحراء “بادان جاران” بالصين، وصحراء “ألتار” الكبرى في المكسيك.
وتظهر المعالم الصحراوية المجاورة لهذه الكثبان بشكلٍ ضئيل مقارنةً بحجمها المهيب.
وخلال الأعوام الأولى من اهتمامه بالتصوير، لم تتوفّر طائرات “الدرون” المزوّدة بالكاميرات، ولذلك وثّق الطوقي غالبية مشاريعه الفوتوغرافية بالكاميرات الاحترافية العادية ومن منظورٍ عادي.
ولحسن الحظ، بدأت طائرات “الدرون” المزوّدة بالكاميرات بالظهور بعد أعوام، وهو أمر “شكّل نقلة نوعيّة كبرى في التصوير الفوتوغرافي على مستوى العالم”، وفقًا لتعبيره.
ويتجسد الأمر في أعماله التي تُظهر الكثبان النجمية من منظورٍ جوي، ساهم في تشكيل صورًا أكثر شموليّة.
وقال الطوقي: “عند اقتنائي لأوّل (طائرة) درون، ذهبت بها إلى الحشمان، وهناك رأيت زاوية علوية فائقة الجمال للكثبان النجمية الممتدة على مرمى البصر”.
وحرص المصور على توثيق هذه التشكيلات الرملية أثناء شروق وغروب الشمس فقط لإبراز ملامحها.
وحازت صوره على إعجاب مستخدمي الإنترنت عند مشاركته لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا بين الأفراد المختصين في الجيولوجيا.
ويجدر بالذّكر أن مشاهد الرمال النجمية التي التقطها الطوقي هي جزء من مشروع يعمل عليه من أجل توثيق صحاري سلطنة عُمان من شمالها إلى جنوبها.
وأوضح العُماني: “اكتشفت العديد من الرّمال ذات الأشكال العجيبة التي قمت بتصويرها”.
وتمتّع العُماني بشغفٍ كبير للفن ورسم المناظر الطبيعية منذ الصغر، وتطوّر هذا الشغف ليغذّي اهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي بعد دراساته الجامعية.