ربما سبق وتناولت أسماك التونة، لكنّ مذاقها يختلف تمامًا عندما تُطبخ وفقًا للطريقة التقليدية، التي يتم تناقلها من جيل لآخر في سلطنة عُمان.
وبينما كان مدوّن السفر الأردني، صلاح صالح، يتجوّل في سوق نزوى التاريخي، بسلطنة عُمان، لفت انتباهه تحضير أسماك التونة بالتنّور.
وقرر صالح رصد طريقة تحضير هذا الطبق بعدسة كاميرته.
بداية، لم يكن من السهل العثور على مصدر دائم لتوريد هذا النوع من أسماك التونة، إذ قال صالح في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: “يُعتبر هذا النوع (من الأسماك) موسميًا، وغير متوفر طوال السنة”.
وفي حال تساؤلك عمّا هو التنّور، فإنه عبارة عن حفرة دائرية بالأرض، يصل عمقها إلى حوالي متر واحد. وتُستخدم في حفرها أدوات يدوية أو معدات حديثة، ومن ثم يتم صقل قعر الأرض والجدران الداخلية بالطين.
وبالطبع، يجب أن يكون هناك غطاء خاص بالحفرة، من المقاس عينه، لإحكام إغلاقه عند الشروع بالطبخ.
وبداية، يتم الحصول على أسماك التونة من الصيادين مباشرة للتأكد من أنها طازجة.
وتُشعل نار التنّور باستخدام حطب السمر، حيث يُترك لمدة ساعتين حتى يتحوّل إلى جمر صغير بحجم حبة الليمون.
وأوضح صالح أنه يتم تنظيف الأسماك خلال فترة اشتعال النار. ويُزال الرأس والأحشاء الداخلية، مع ضرورة ترك الجلد الخارجي للأسماك.
وبعد وضع الأسماك داخل التنور وإغلاقه بإحكام، يتم وضع الطين على جميع حواف الغطاء، لتفادي انخفاض درجة حرارته الداخلية.
ويُترك التنور على هذا الحال لمدة تتراوح بين 6 و7 ساعات.
وبعد ذلك، يُرفع الطين عن التنور، ويُزال الغطاء لمدة 4 ساعات إضافية.
والسبب أنّ درجة الحرارة في قعر التنور تكون مرتفعة جدًا، بحيث يصعب الوصول إلى الأسماك. ليس ذلك فحسب، وإنما تكون الأسماك قد وصلت إلى درجة استواء يستحيل بها حملها، من دون أن تتفسّخ أو تتقطّع.
وأكدّ صالح على ضرورة وضع الشباك على سطح التنّور لمنع الحيوانات من الاقتراب منه خلال الـ4 ساعات التالية.
وفي المجمل، يستغرق تحضير أسماك التونة بالتنّور بين 12 و14 ساعة تقريبًا.
ويعتمد ذلك على كمية النار المشتعلة، وكمية الأسماك الموجودة بالتنّور.
وفي الوقت الحالي، سيستمر صالح بتوثيق تاريخ سلطنة عُمان، وعاداتها، ومواقعها التاريخية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ صالح افتتح قناته على “يوتيوب” مع زوجته خلال شهر فبراير/ شباط بعام 2022.
ويميل إلى تقديم محتوى مختص بالتراث، والتاريخ، والعادات القديمة.
ويقوم حاليًا باستهداف 7 أمكان مختلفة في أرجاء السلطنة، لتوثيق عاداتها وحرفها المتنوعة.