لا شك في أن ظاهرة الشفق القطبي، أو الأضواء الشمالية، تُعد أعظم عرض ضوئي طبيعي على الأرض.
وبجزرها المتعدّدة، ومضائقها العميقة، وجبالها شديدة الانحدار، تًعد النرويج من بين أجمل الأماكن في العالم وأكثرها إثارة لمشاهدة الشفق القطبي، وفقًا لموقع السياحة النرويجي “visit norway”.
ولطالما أثارت الأضواء الشمالية اهتمام المصور السعودي محمد أباحسين، ما دفعه لاستكشاف هذه الظاهرة الكونية في أول رحلة له إلى النرويج.
ويقول أباحسين في مقابلة مع موقع CNN العربية، إن ظاهرة الشفق القطبي، التي تنير ظلمة الليالي القطبية الحالكة، تُعد “إحدى أجمل مظاهر الطبيعة”.
ومن خلال عدسته، أراد المصور السعودي أن ينقل بعض ما شاهده خلال رحلته الأولى إلى النرويج.
ويوضح أباحسين أن فكرة خوض رحلته الأولى إلى النرويج راودته بعد مشاهدة صور ومقاطع فيديو لهذه الظاهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
ولم يتخيل أباحسين يومًا أنه سيشاهد هذه الظاهرة الكونية على الحقيقة، بحسب تعبيره، إذ يقول: “بعد فترة من التردّد، قررت أن اكتشاف هذه الظاهره الكونية التي تحدث في الشتاء فقط، حين يكون الليل طويلًا والسماء صافيةً لفتراتٍ طويلةٍ”.
ويشير المصور السعودي إلى أن المناطق التي يمكن مشاهدة هذه الظاهرة فيها عادة ما تكون أقرب إلى الدائرة القطبية الشمالية، مثل ألاسكا، وكندا، وأيسلندا، وغرينلاند، والنرويج، والسويد، وفنلندا.
وهكذا خاض أباحسين رحلته إلى أقصى الشمال النرويجي، وتحديدًا جزيرة لوفوتين، وحيدًا الى أرض غير معروفة بالنسبة له وسط الشتاء.
ويشرح أباحسين أنه يمكن الوصول إلى جزيرة لوفوتين في رحلة بالسيارة من العاصمة أوسلو، حيث يستغرق الطريق قرابة يوم كامل، بسبب المضائق البحرية التي تحتاج إلى رحلة بالباخرة للوصول إلى الطرف الآخر.
ويتذكر المصور السعودي أنه في إحدى الليالي الباردة، بعد يوم حافل بمشاهد بديعة لشروق الشمس وغروبها، كان في طريقه للعودة إلى الكوخ الذي يمكث فيه، حين لاحظ تجمّع العديد من الأشخاص على شاطئ سكاجساندين.
ويتابع أباحسين: “توقفت بسيارتي حائرًا، وسألت من حولي، واتضح لي أنه في تلك الليلة كانت الرياح الشمسية نشطه للغاية، ومن المتوقع أن يظهر الشفق القطبي بشكل ملحوظ”.
وانتظر أباحسين قرابة الساعتين في ظلام دامس، وماء الشاطئ المتجمد تحت قدميه، مشيرًا إلى أن غالبية المتواجدين على الشاطئ استسلموا وعادوا أدراجهم، إلا أنه لم يستلسم.
وفجأة لاحظ أباحسين ظهور ما بدا كوميض من الضوء الأخضر في السماء من جهة الشرق.
ويتذكر قائلًا: “اشتدت الرياح فجأة، بدات كأنها سحابة تمشي في السماء! ظهر خط أخضر خفيف ثم بدأ بالتكون حتى أصبحت السماء تميل للون الأخضر، ثم تلاه خط آخر بجانبه، ثم خط ثالث ورابع. حتي أصبحت السماء تتراقص بأضواء خضراء خلابة”.
ولوهلة، لم يصدق أباحسين ما تراه عيناه، ويقول: “لأول مرة في حياتي أرى مشهدًا من هذا القبيل”.
ومرّت لحظات معدودة حتى سادت الظلمة في سماء تلك الليلة.
ويصف المصور السعودي الذي حرص على توثيق اللحظات بعدسته بأن ذلك كان من أجمل التجارب التي مرّ بها في حياته، مضيفًا: “لحظات من تلك الليلة كفيلة بأن يقف الشخص مذهولاً أمام عظمة هذا الكون، وما فيه من عجائب”.
وكما هو متوقع، تخلّلت رحلة المصور السعودي العديد من التحديات، أبرزها وقت الرحلة في فصل الشتاء، حيث تغطي الثلوج الكثيفة غالبية أنحاء جزيرة لوفوتين وبحيراتها، ما يعني أن غالبية الطرق لم تكن مهيئة للاستخدام بسبب الثلوج.
وقد أثارت الصور التي وثقها أباحسين الدهشة بين متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي، إذ ظنّ البعض أنها تآثيرات مصطنعه، ولم يصدّق البعض الآخر وجود ظاهرة كهذه، بينما أعرب آخرون عن حماستهم لخوض رحلة لمشاهدة هذه الظاهرة بأنفسهم.