الشغف بالحياة البرية قد يكون دافعاً لتوثيق الطيور والحيوانات الأليفة، وبالنسبة للمصور العُماني، محمد الرواس، فقد وظّف شغفه لتعقّب أحد أنواع الثعابين شديدة السمية، أي الكوبرا العربية، بسلطنة عُمان (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).
وفي إحدى مقاطع الفيديو التي وثقها الرواس، وهو باحث بيئي ومتعقّب للحيوانات البرية والطيور، تظهر أفعى الكوبرا العربية، وهي تحدّق بعدسته، وتسلّط كامل انتباهها نحو المصور.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، رصدته شبكة التأمل الإعلامية يقول الرواس: “كثيراً ما أصادف الأفاعي المختلفة خلال جولاتي لتعقّب آثار الحياة البرية من الثدييات أو الطيور”.
ولكنه غالباً ما يُصادف الكوبرا العربية بمحافظة ظفار في سلطنة عُمان، نظراً لحجمها الضخم مقارنة ببقية الأفاعي.
ويلفت الرواس إلى الطبيعة الخجولة التي تتمتع بها الكوبرا العربية حول البشر، على عكس تلك التي وثقها مؤخرًا، والتي بدت وكأنّها في حالة تأهب.
ويذكر الرواس أنه صادف الكوبرا العربية من مسافه قريبة، إذ انتصبت فجأة في وضعية الدفاع، حيث بدا الجلد حول رقبتها منتفخًا، وأصدرت صوت الفحيح.
ويتذكر تلك اللحظة قائلاً: “أثناء هذه الوضعية، تكمن هيبة هذا الكائن الجميل”، ولكنه لا يخفي حقيقة شعوره ببعض الخوف والحذر الشديدين وقتها، تفاديًا لارتكاب أي أخطاء.
ويضيف: “انتظرت بهدوء حتى هدأ انفعالها، وبالفعل تمكنت من توثيقها”.
وخلال الأعوام الست الماضية، نجح الرواس بتوثيق العديد من الحيوانات، والطيور، والزواحف، بمحافظة ظفار.
وفي الماضي، قام الرواس بتوثيق الكوبرا العربية منفرداً, ورغم مراعاته الحذر الشديد منها، إلا أنّ الصور والمقاطع التي وثّقها لم تكن مرضيه بالنسبة له.
لذلك، قرّر الرواس الاستعانة بخبرة المتخصصين بعلم الزواحف من جامعة نزوى، من أجل دراسة الكوبرا العربية، وفهم سلوكياتها، وكيفية التعامل معها أثناء التصوير.
وتنتشر الكوبرا العربية بالقرب من الأشجار، والجبال، والبرك المائية، وقد سجلت مشاهدتها بمدينة الطائف وغربي السعودية، مروراً عبر عدن في الجنوب والشرق بشكل متناثر ومتباعد من حضرموت باليمن، وصولاً إلى محافظة ظفار بسلطنة عُمان، حسبما ذكره الرواس.
وتمتلك الكوبرا العربية أنيابًا أمامية ثابتة قصيرة الحجم، والتي تحمل سم “نيروتوكسيني”، وهو سم مدمر للجهاز العصبي.
ويشير الرواس إلى أنّ الكوبرا العربية تتميز بتشكيلاتها اللونية المتنوعة، وبينما أن متوسط طولها يتراوح بين 120 و150 سنتيمترًا، فقد يصل طولها استثنائياً إلى 190 سنتيمترًا.
وتُعد الكوبرا العربية انتهازية في نظامها الغذائي، كما أنها تُعتبر صائدة نشطة خلال النهار، حيث تفضل غالبية الكائنات اللافقارية وتفضل العلاجم، ومع ذلك، لا تتردّد في التهام القوارض، والطيور، والسحالي، إلى جانب الأفاعي الأخرى.
ورغم خبرته الطويلة، يعترف الرواس بالصعوبة التي يواجهها أثناء تصوير مقتطفات الحياة الفطرية، سواء بسبب خطورتها المهددة للحياة، أو الجهد والوقت اللذين يبذلهما في التعقّب والرصد المستمر، في سبيل التقاط أفضل مقاطع الفيديو والصور التي لها صداها لدى متابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي.