أماطت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية اللثام عن اكتشاف أثري نادر تمّ العثور عليه في مدينة الرستن بمحافظة حمص وسط البلاد.
وأوضحت أن الاكتشاف الأثري هو “عبارة عن لوحة فسيفساء من العصر الروماني لا يوجد لها مثيل في العالم”.
مصادر إعلامية قالت إن “اللوحة اكتشفت من قبل مختصين في المديرية العامة للآثار والمتاحف”.
واللوحة المكتشفة عبارة عن مشهدين رئيسيين، وفق وصف مديرية الآثار، المشهد الأول هو ثلاثة أطر ودائرة بالمنتصف، فيها رسومات لأخيل مع ملكة الأمازونيات،
وتجسيد لهرقليس مع ملكة أمازونيات أخرى، وحول الإطار رسوم لأمازونيات مع ملوك اليونان، وهي إشارة إلى قصة أسطورية معروفة في النصوص الأثرية للملحمة الشعرية “الإلياذة” والتي تتحدث عن حرب الأمازونيات بين طروادة واليونانيين.
وتضم اللوحة أيضاً أسماء ملوك اليونان كافة الذين اتحدوا ضد طروادة، وأسماء الملكات الأمازونيات وبعض الشخصيات التي ذكرتها النصوص الأثرية وشخصيات أخرى لا يوجد لها ذكر في تلك النصوص، وفي اللوحة تمثيل لآلهة الرياح، إضافة إلى فصول العام ورسومات متجهة مع عقارب الساعة.
وتحدثت المديرية عن ترميم بعض الأجزاء الصغيرة المتضررة منها والتي تعرّضت للتخريب سابقاً عندما حاولت الجماعات المسلحة استخراجها بغية تهريبها إلى الخارج.
والرستن التي تسمى باليونانية “أريتوزا” وتعني “ربة النهر”، مدينة سورية تابعة لمحافظة حمص تقع شمال المدينة (20 كم) وجنوب مدينة حماة (21 كم).
ويعود تاريخ المدينة إلى النصف الثاني من الألف الثانية قبل الميلاد، فقد عثر فيها على نقش هيروغليفي يعود إلى تلك الحقبة.
بلغت الرستن أوج ازدهارها في العهد البيزنطي، حيث كانت إحدى الأسقفيات التابعة لبطركية أنطاكية، في حين كانت تابعة إدارياً إلى “فينيقيا الثانية” التي كانت حمص مركزاً لها، وتضم دمشق وتدمر وبعلبك.
وبحسب المعطيات التاريخية، وقعت الرستن تحت النفوذ الروماني عام 64 قبل الميلاد أيام القائد الروماني بومبي. وهي من المدن الغنية بمعالم سياحية وآثار قديمة تعود إلى عهود القدماء من الكنعانيين والآراميين، مروراً بالعهد الروماني والإسلامي والعصر الحديث.