انتبه من العلاقات السامة.. تعاطفك الزائد مع الآخرين يدمر حياتك

حول الخبر: أن معاناة المتعاطف لا تقف عند حدود حالة واحدة يتعاطف معها، لكنه كشخص وجداني فهو يتعاطف مع الجميع
الأشخاص المتعاطفون يصبون مشاعرهم كلها في تجارب الآخرين مما يجعلهم يشعرون بأن هذه المشاكل تخصهم
الأشخاص المتعاطفون يصبون مشاعرهم كلها في تجارب الآخرين مما يجعلهم يشعرون بأن هذه المشاكل تخصهم

نشر في: السبت,16 يناير , 2021 9:20ص

آخر تحديث: السبت,16 يناير , 2021 9:20ص

يمكن أن يكون التعاطف هو أفضل ما تقدمه للمحيطين بك، فشعورك بالآخرين والتعامل مع ما يؤلمهم وكأنه يؤلمك، هو أعظم ما يريده الآخر، حين تعصف به الرياح، التعاطف كما عرف علم النفس، هو ما يعني “أن ننزف معا”، لكن هل يعتبر الوصول إلى هذه الدرجة من التماهي مع الآخر أمرا جيدا طوال الوقت، ومتى يمكن اعتبار التعاطف الزائد عن الحد علامة خطر تنذر أنك في علاقة سامة وليست علاقة تمنحك شعورا بالقوة والاتزان.

التعاطف الزائد عن الحد، ربما يكون بدرجة خطورة عدم التعاطف ذاتها، الفرق بين الاثنين، أن الثاني يؤذي الآخرين، لكن التعاطف الزائد عن الحد ربما يكون خطرا على سلامتك أنت.

ما المشكلة إذن في الكثير من التعاطف؟

الإجابة نشرها موقع “مايند فالي” (Mind valley) في مقال للمعالج النفسي، جون بوتشر..

مؤكدا أن معاناة المتعاطف لا تقف عند حدود حالة واحدة يتعاطف معها، لكنه كشخص وجداني فهو يتعاطف مع الجميع، مشاعره تتأرجح ما بين صعود وهبوط طوال الوقت، فالأشخاص المتعاطفون يصبون وجدانهم ومشاعرهم كلها في تجارب الآخرين، مما يجعلهم يشعرون بأن هذه المشاكل تخصهم، ما بين مشاعر إيجابية لأشخاص، ومشاعر سلبية لآخرين قد تدفع للانتحار، ويتأرجح هؤلاء المتعاطفون، فيصابون بما يطلق عليه “اضطراب التعاطف”.

يُعرّف علم النفس هذا الاضطراب، بأنه عيب جسدي أو معرفي، يمنعك من التصرف كما يتصرف الآخرون، لكن كيف يمكن لشيء يبدو إيجابيا ومفيدا مثل التعاطف، أن يكون اضطرابا؟!

معظم الأشياء التي تزيد على الحد المفروض، تصبح غير صحيحة، فأنت ببساطة تتجاوز الحد المسموح من التعاطف، وهو ما يحدث عندما تسمح لمشاعر الآخرين أن تسيطر على حالتك العقلية.

يمكننا وضع ضمانات تحمينا من الارتباك واختلاط مشاعرنا مع الآخرين

وضع الحدود

يحدد بوتشر إشكالية التعاطف الزائد عن الحد، في الوصول لمرحلة “الإرهاق العاطفي”، وهي الحالة التي يصبح فيها التعاطف عبئا، وعليك أن تدرك حينها أن العلاقة الأهم في حياتك هي علاقتك مع نفسك، وهو ما تؤكد عليه أيضا الاختصاصية النفسية إليزابيث سيغال، في مقالها على موقع “سيكولوجي توداي” (Psychology today)، أن التعاطف الصحي، هو فهم أننا مجرد زوّار لعواطف الآخرين، ولسنا ملاكا لها ولا يمكن أن نسمح لها أن تملكنا.

لكن هل يمكن التوقف عن التعاطف؟ إذا كنت تسأل هذا السؤال فللأسف الإجابة لا.

تقول سيغال، إن التعاطف لا يأتي ومعه مفتاح للإيقاف، لكن يمكننا فقط وضع ضمانات تحمينا من الارتباك واختلاط مشاعرنا مع الآخر، وهذا يحتاج لعدة مهارات يمكن تعلمها -منها تنظيم العواطف، والحفاظ على مسافة متساوية بين ذاتنا وبين ذوات الآخرين- وبهذه المهارات يمكننا الغوص بعيدا في مشاعر الآخرين، ثم العودة بأمان إلى ذاتنا ومشاعرنا الخاصة.

لا تخَفْ من التراجع عندما تشارك مشاعر الآخرين وتستغرق وقتا لمعالجة ما تمر به، ولا تخشى الاعتذار عن الاستمرار، فاعتذارك الحالي عن المشاركة يمنحك فرصة لبقاء أطول، لكن خوفك سيجعل رحيلك المتأخر غيابا دائما، إذ إن الحفاظ على تناغمنا العاطفي والنفسي، يجعلنا أصحاء من أجل أنفسنا، ويمنحنا القدرة على أن نكون متاحين للآخرين.

بالنهاية عزيزي المتعاطف..

عليك أن تعلم أن التعاطف هو حالة من الأخذ والعطاء، فلا تهدر كامل طاقتك على شخص يلقي عليك بأحماله السلبية طيلة الوقت، دون أن يمنحك فرصة للتحدث عن ذاتك ومشاعرك.

تقول سيغال..

إن عليك وضع حدود تحميك مقدما، لإيصال ما تشعر به تجاه هذا الشخص، ولا تسمح أبدا لهؤلاء الأشخاص أن ينتهكوا سلامك الداخلي تحت دعاوى التعاطف الزائد عن الحد.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: