“التراجع العاطفي” أو “تبلد المشاعر”.. هل يصنف مرضا أم اضطرابًا نفسيًا؟

حول الخبر: يستخدم مصطلح التراجع العاطفي أحيانا لوصف رد الفعل العاطفي المحدود للشخص
للرفض أنواع أشدها ألمًا هو الرفض العاطفي
للرفض أنواع أشدها ألمًا هو الرفض العاطفي

نشر في: الأربعاء,10 أغسطس , 2022 8:54م

آخر تحديث: الأربعاء,10 أغسطس , 2022 8:54م

الإحساس هو انعكاس لما نتلقاه بحواسنا الجسدية، واستكشاف لما نشعر به ويحيط بنا، وتحليل وإدراك له، وهو أيضا توصيف لما يخالج مشاعرنا ويولّد ردود فعل عاطفية لدينا.

أما تبلد الإحساس، أو ما يعبّر عنه أيضا بـ”التراجع العاطفي” فهو عدم تأثر الفرد بما يدور حوله، ورغم أن بعض حالاته قد تكون “عادية”، فإنه قد يكون مؤشرا على حالة غير طبيعية، لأن الطبيعي أن تكون للإنسان ردة فعل على ما يحيط به، وألا يتسم سلوكه باللامبالاة وعدم الاهتمام وغياب المشاعر والانفعال.

2- تبلد الإحساس التراجع العاطفي فهو عدم تأثر الفرد بما يدور حوله (بيكسيلز)
من أعراض تبلد الإحساس ضعف التواصل والعلاقات الاجتماعية وعدم تأثر الفرد بما يدور حوله (بيكسلز)

رد الفعل العاطفي المحدود

ويستخدم مصطلح التراجع العاطفي أحيانا لوصف رد الفعل العاطفي المحدود للشخص، وربما انعدام المشاعر، وأحيانا يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة بنوع من “الخدر المزعج” بدلا من المشاعر.

وحسب ما نشر موقع “هيلث لاين” (heallthline)، فهناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الشخص يعاني من التراجع العاطفي، مثل الوصفات الطبية النفسية، وتعاطي المخدرات، وبعض اضطرابات الصحة العقلية.

6- لا يعتبر تبلّد المشاعر بحد ذاته مرض أو اضطراب نفسي- (بيكسيلز)
المصاب بتبلّد المشاعر يعاني من الخمول أو الكسل وفقدان الدافع للإنتاجية (بيكسلز)

 أعراض التراجع العاطفي

قد يترافق مع “التراجع العاطفي” بعض الأعراض، منها:

  • غياب أي شعور بالسعادة أو الحزن
  • الأرق
  • صعوبة التواصل مع الناس وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها
  • الشعور بالإعياء
  • صعوبة الشعور بالحب أو المودة تجاه النفس أو الآخرين
  • اللامبالاة
  • صعوبة التركيز
  • النسيان
  • إتيان تصرفات متهورة أو إيذاء النفس (من أجل الشعور بشيء ما)
  • فقدان الدافع للإنتاجية

يعرف الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور مازن مقابلة تبلد المشاعر أو “التراجع العاطفي” (Emotional Blunting) بأنه “نقصان أو محدودية التفاعل الحسّي أو الشعوري عند الاستجابة للمؤثرات الداخلية أو الخارجية للفرد”.

ويقول في حديث للجزيرة نت إن تبلد المشاعر “تنتج عنه صعوبة في الشعور بالسعادة أو حتّى الحزن، وصعوبة في الشعور بالحب أو الانجذاب العاطفي أو الجنسي للآخرين، وفقدان المتعة في الأنشطة اليومية، وضعف التواصل الاجتماعي وضعف بناء العلاقات الشخصية، والخمول أو الكسل وفقدان الدافع للإنتاجية”.

1-اختصاصي الطب النفسي الدكتور مازن مقابلة- (الجزيرة)
الدكتور مازن مقابلة: التراجع العاطفي ليس مرضا ويعدّ من الأعراض المصاحبة أو الناتجة عن اضطرابات نفسية (الجزيرة)

أسباب تبلد المشاعر

لا يعدّ تبلّد المشاعر أو التراجع العاطفي بحد ذاته مرضا أو اضطرابا نفسيا، وفق الاختصاصي مقابلة، بل يصنف من الأعراض المصاحبة أو الناتجة عن اضطرابات نفسية مثل الفصام العقلي أو ما يعرف بـ”السكيزوفرينيا” (Schizophrenia)، والاكتئاب، أو كرب ما بعد الصدمة.

ويمكن أن يكون تبلد المشاعر أيضا من أعراض إدمان المخدرات أو بعض مثبّطات أو منشّطات الجهاز العصبي المركزي، أو استخدام مضادات الاكتئاب استخداما مطوّلا وبجرعات مرتفعة.

3- يؤثر التراجع العاطفي على الاشخاص المصابين بالاكتئاب المعتدل إلى الشديد- (بيكسيلز)
التواصل الاجتماعي والانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي علاج فعال لتبلد المشاعر (بيكسلز)

علاج دوائي أو كلامي

وحسب الدكتور مقابلة، تكمن طريقة علاج تبلد المشاعر في علاج أسبابه الرئيسة، سواء من خلال العلاج النفسي الدوائي (Psychopharmacology) أو العلاج النفسي الكلامي (Psychotherapy)، بالإضافة إلى أساليب فردية مثل التنشيط الحسّي (Sensory Stimulation) كتنشيط حاسة اللمس من خلال مداعبة الحيوانات الأليفة أو الاستحمام بمياه باردة، وتنشيط حاسة الذوق وحاسة الشم من خلال تناول الأطعمة الحارّة أو المتبّلة جيدا.

ويوصي أيضا بضرورة تنشيط حاسة السمع من خلال سماع الموسيقى الحماسية أو الصاخبة، ومواصلة العمل والإنتاج، على الرغم من الخمول أو الكسل أو فقدان الدافع، ومواصلة تنفيذ الأنشطة الممتعة على الرغم من عدم الإحساس بالمتعة، والحرص على التواصل الاجتماعي على الرغم من عدم الرغبة بذلك، والانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي (Support Groups).

المصدر: وكالات

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

اختيار المحرر.. فيديوهات قد تعجبك

قد يُعجبك أيضًا:

تابعنا: